$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7072 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(6023)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "54.173.214.79"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7082 (45) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(119) "/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(13) "54.173.214.79"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b99bfb49ba07e1-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_REFERER"]=>
    string(139) "https://hbrarabic.com/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "54.173.214.79"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.86.192" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "57150" ["REDIRECT_URL"]=> string(43) "/تجربة-النشر-على-فيسبوك/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711649765.722712) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711649765) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7083 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7084 (2) { ["content_id"]=> int(6023) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

دراسة حالة: هل يجب طرده من الشركة بسبب ما نشره على فيسبوك؟

15 دقيقة
طرد موظف بسبب السوشيال ميديا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
صاحب شركة صغيرة يطرح هذا السؤال كردّ فعل على تعليق غير ملائم نشره أحد موظفيه المهمّين على صفحته الشخصية على فيسبوك.

إليكم هذه القصة التي تتحدث عن موضوع طرد موظف بسبب السوشيال ميديا تحديداً. عندما انتبهت سوزانا وينسلو إلى أنّ هاتفها المحمول كان في الوضعية الصامتة، اكتشفت بأنّ والدها ديل، والذي كان مديرها في العمل أيضاً، كان قد أرسل لها سبع رسائل نصية قصيرة. كان ديل هو رئيس شركة داون سيتي موتورز للسيارات (Downcity Motors)، والتي كانت تمتلك وكالات شركات بي إم دبليو ورينج روفر ومرسيدس بنز في شارلوت بولاية نورث كارولينا الأمريكية، علماً بأنّ عائلة وينسلو كانت تمتلك هذه الشركة منذ ثلاثة أجيال. وكانت سوزانا التي تشغل منصب المدير العام تستعد لتحلّ مكان والدها في قمّة هرم الشركة بعد خمس سنوات عندما يحين موعد تقاعده.

“إنّنا في صباح يوم الاثنين يا أبتي”. هذا ما قالته سوزانا لنفسها وهي تتنهّد. فقد كان ديل معتاداً على الاستيقاظ باكراً والذهاب إلى مكتبه عند السادسة والنصف صباحاً. ومع ذلك، فإنّه نادراً ما كان يرسل الرسائل الإلكترونية أو الرسائل النصية في تلك الساعة المبكّرة من الصباح. وبالتالي لا بدّ من أنّ حادثاً ما كان قد وقع.

“أنا سوزانا يا أبي”، قالت له عندما أجاب على المكالمة.

“أخيراً يا بنيّتي تردّين علي. نحن واقعون في ورطة. فها هو كينتون يطعن بنا مجدّداً على فيسبوك”.

اقرأ أيضاً: دليل تسريح الموظفين خطوة بخطوة

كان الجميع في الشركة ينادون كينتون بكنيته، وليس باسمه الأول، في دلالة على المحبّة والتقدير والاحترام الذي كانوا يكنّونه لواحد من أنجح مندوبي المبيعات في شركة داون سيتي. وكان كينتون قد انضمّ إلى وكالة مرسيدس بعد تخرّجه من الجامعة مباشرة، وسرعان ما أصبح أكبر مندوبي المبيعات لديها، حيث كان حجم مبيعاته يفوق جميع أقرانه في جميع الأماكن التي تنشط الشركة فيها.

وأكمل ديل كلامه قائلاً: “لقد اتصل بي غريغ كاوتشير خلال عطلة نهاية الأسبوع وترك لي رسالة صوتية مسجّلة لكنّني لم أسمعها حتّى هذا الصباح”.  وكاوتشير هذا كان المسؤول عن التعامل مع شركة داون سيتي في المكتب الرئيسي لشركة بي إم دبليو. “لقد أخبرني بأنّ كينتون كتب شيئاً مريعاً عن إطلاق سيّارة مرسيدس يوم الجمعة، وقال لي بأنّه سعيد لأنّ الأمر لم يكن يتعلّق بالعرض الترويجي لبي إم دبليو. وقد ألمح لي بأننا يجب أن نكون أكثر صرامة في ضبط موظفينا”.

من جهتها كانت سوزانا قد سمعت كينتون وهو يتذمّر ممّا حصل خلال حفل إطلاق سيّارة المرسيدس. فقد كان تايسون بايك، مدير المبيعات في وكالة مرسيدس، هو المسؤول عن التخطيط لهذا الحفل، لكنّ كينتون كان يلازمه كظلّه منذ أسابيع، طالباً منه الاطلاع على أدقّ التفاصيل. لقد كان يريد تقديم وجبات فاخرة خلال الحفل وليس مجرّد وجبات عادية من اللحم المشوي. وعندما اكتشف كينتون بأنّ تايسون كان سيستعمل أغطية بلاستيكية للموائد، ذهب شخصياً إلى مكتب سوزانا وقال لها: “هذه ليست نزهة لموظفي ولمارت. نحن نبيع سيّارات “فاخرة” هنا. ما الذي سيقوله زبائننا؟” وقد اقتنعت سوزانا بوجهة نظره، لكنّها كانت تثق بتايسون أيضاً.

“إنّنا أمام أمر محرج هنا، يا سوزي” قال ديل، ثم أضاف: “يبدو أنّ هذا الولد لم يتعلّم الدرس. يجب عليه مغادرة الشركة”.

“دعنا لا نتسرّع في اتخاذ القرار يا أبي” أجابت سوزانا. “سوف أتدبّر الموضوع حالما أصل إلى الشركة”.

ما الذي تنصّ عليه سياستنا بخصوص هذه الحالة؟

كان تايسون وسوزانا مُتسمِّرين أمام شاشة كمبيوترها وهما يمعنان النظر في صفحة كينتون على فيسبوك، أمّا ديل فقد جلس على الكنبة الصغيرة في المكتب وهو يضع رجلاً فوق الأخرى.

بدأت سوزانا تقرأ بصوت مرتفع: “أنا سعيد لأنّ داون سيتي قد أقامت أهمّ حفل لإطلاق سيّارة مرسيدس منذ سنوات. فلا شيء يعبّر عن الفخامة أكثر من أغطية الموائد البلاستيكية والمشروبات الغازية الرخيصة”. وكان كينتون قد نشر على صفحته على فيسبوك صورة لعلبة مشروبات غازية، وفي خلفيتها بدا شعار شركة داون سيتي موتورز.

فقال تايسون: “حسناً. هذا تصرّف سيء. وسوف أطلب منه حذف هذه المواد عن الصفحة”.

فما كان من ديل إلا أن توجّه إليه بالسؤال قائلاً: “أولم يشاهد العالم كلّه هذا المنشور؟”. هو لم يكن يمتلك حساباً على فيسبوك، ولم يكن مهتمّاً بشبكات التواصل الاجتماعي، وكانت ابنته هي من يدير مواقع الشركة المختلفة على الانترنت.

“ليس بالضرورة” أجابته سوزانا وأكملت: “هو قادر على التحكّم بمن يستطيع رؤية المنشور، بحسب إعدادات الخصوصية التي يستعملها. ويبدو بأنّه…” ثمّ نقرت على المنشور. “اللعنة… يبدو بأنّه قد نشره على نطاق واسع”.

“هذا إذن ما سمح لغريغ كاوتشير بأن يراه؟ أليس كذلك؟” سأل ديل. “وكيف بوسعنا أن نتأكّد من أنّ أحداً في المكتب الرئيس لشركة مرسيدس لم يراه؟”

قطّبت سوزانا جبينها. فقد كانت هي وغريغ أصدقاء على فيسبوك؛ وقد افترضت بأنّه قد طلب صداقة موظفين آخرين في الوكالات الأخرى التابعة لداون سيتي وكذلك المدراء التنفيذيين في شركات السيارات ممّن قابلهم.

“هذا المنشور ليس متاحاً إلا لأصدقاء كينتون يا أبي” قالت سوزانا، وهي تفكّر بجميع الزبائن المخلصين الذين ربما كانوا أصدقاء لكينتون على فيسبوك.

“صحيح” قال تايسون. “ما لم يقم أصدقاؤه بإعادة نشر الصورة”. فنظرت إليه سوزانا نظرة ذات مغزى ولسان حالها يقول “أنت تعقّد المسائل يا تايسون”.

“سأذكّره بأنّ هذا السلوك غير مناسب” قال تايسون واعداً. “وأنا واثق من أنّه سيزيل الصورة، تماماً كما فعل في المرّة الماضية”.

فقبل شهر من الزمن، كان أحد مندوبي المبيعات قد أخبر سوزانا أيضاً بأنّ كينتون نشر صورتين: كانت الأولى تظهر سبع سيارات تقف في طابور واحد في مرآب تصليح السيارات وقد كتب تحتها التعليق التالي: “لماذا أصل إلى عملي قبل الميكانيكيين؟” أمّا الصورة الثانية فكانت لسيّارة بي إم دبليو سقطت في بحيرة بعد أن قادها ابن أحد الزبائن ويبلغ من العمر 16 عاماً أثناء اختبار للقيادة فأسقطها في الماء. وعندما فاتح كلّ من تايسون وسوزانا كينتون بموضوع الصور، قال بأنّه كان لا يريد أكثر من مجرّد مشاركة أصدقائه وأفراد عائلته بالأشياء التي تحصل معه في العمل. ثمّ أشار إلى أنّ الشركة يجب أن تكون أكثر صرامة في التعامل مع الموظفين الذين يأتون إلى العمل متأخرين وكذلك مع اختبارات القيادة الخاصّة بالمراهقين.

“كنّا واضحين معه بأنّ هذا الأمر لا يجب أن يحصل مجدّداً” قال ديل، وكان على حق، حيث كانت سوزانا قد طلبت من كينتون ألا ينشر أيّ شيء آخر ينعكس سلباً على داون سيتي أو على زبائنها وشركائها. “عند حدّ معيّن، يتعيّن علينا أن نشكّك في قدرة كينتون على الحكم على الأمور، وفي قدرته على تمثيل الشركة”.

اقرأ أيضاً: دليلك لتكون متعاطفاً أثناء تسريح العمال

شكّلت كلمات سوزانا تلك صدمة لتايسون الذي قال: “هل أنتِ تلمحين إلى أنّنا يجب أن نطرده؟ لقد نشر هذا الكلام في ساعة متأخّرة من يوم الجمعة، أي أنّ ذلك قد حصل خارج أوقات الدوام الرسمي في الشركة، ودون استعمال لكمبيوتر الشركة. هو يعتقد بأنّه بفعلته تلك يتظارف، لكنّه لا يحاول إيذاء الشركة”.

“لكنّه يؤذيها بالفعل، أو على الأقل هذا ما يعتقده غريغ كاوتشير”. ثمّ ابتسم ديل وأضاف: “هل أنت قلق من أنّك لن تحقق أرقام المبيعات المطلوبة منك من دونه؟”

فأجاب تايسون: “بالطبع أنا قلق. فهذا هو عملي الذي تدفعون لي راتبي لكي أقوم به، وكينتون هو أفضل مندوب مبيعات لدينا. ونحن لن نخسر المبيعات فحسب، بل سوف أكون مضطراً إلى تدريب شخص جديد”.

في تلك اللحظة دخل توبي ديلير، رئيس قسم الموارد البشرية في شركة داون سيتي وحيّا الجميع قائلاً: “معذرة على تأخري. لقد تلقيت رسالتك الإلكترونية يا سوزانا. هل تحدّث أيّ منكم مع كينتون؟”

“كنت على وشك الاتصال به”، قال تايسون. فردّ عليه ديل قائلاً: “دعنا نستمع إلى رأي توبي أولاً. في المرّة الماضية تركنا كينتون ينفد بفعلته. ولكن أليس لدينا سياسة خاصّة بهذا النوع من الحالات في الشركة؟” فشرح توبي بأنّ الشركة ليس لديها عملياً سياسة بخصوص هذه الحالات. فدليل الموارد البشرية لم يكن قد عُدِّل بعد ليشمل شبكاتالتواصلالاجتماعي. وتبادل النظرات هو وسوزانا. حيث أنهما كانا يتحدّثان عن هذا الأمر منذ أشهر، لكنّهما ظلا يماطلان ويؤجلان تنفيذ ذلك نظراً لانشغالهما بأمور أخرى. وأضاف توبي: “كل ما لدينا هو الفقرة التالية: “لا يجوز لأحدٍ أن يُظهرَ عدم احترامه للشركة، أو أن يستعمل كلمات بذيئة، أو أيّ لغة أخرى تضرّ بصورة الشركة أو سمعتها”.

فأجابت سوزانا: “حسناً، هذا يبدو خرقاً واضحاً لتلك الفقرة. ولكن ماذا عن الفقرة الخاصّة بإجراء مقابلات دون تفويض؟”

فتدخّل تايسون قائلاً: “لكنّه لم يجر مقابلة مع أحد. وليس هناك أي صحفي في هذه الحالة”.

فقال ديل: “هذا بالضبط هو فيسبوك بالنسبة لي، إنّه عبارة عن أناس يجرون مقابلة مع أنفسهم طوال اليوم. أنا لا أفهم هذا الجيل على الإطلاق”. فردّت عليه سوزانا قائلة: “لا داعي لكلّ هذا الغضب يا أبتي العزيز. كلّنا كنّا شباباً يوماً ما، ولو كانت هذه التكنولوجيا التي تستعملها أجيال اليوم متاحة في أيّامنا، لكنّا على الأغلب سنقع في الورطة ذاتها.

فقال ديل: “إنّه يوقعنا “نحن” في الورطة، وهذا هو الفرق. سوزي حبيبتي، حاولي أن تجدي حلاً لهذا الأمر. أعتقد أنّني قد عبّرت عن رأيي بكل وضوح. وأنا سأكون سعيداً إذا ما رأيته مطروداً من الشركة في نهاية اليوم، حتّى لو كان أفضل مندوبي المبيعات في الشركة”.

هل سيكون عبرة لغيره؟

صعد كلّ من سوزانا وتوبي إلى إحدى سيّارات رينج روفر سبورت. فالوكالة لم تكن تضمّ الكثير من الأماكن التي تسمح بحديث خاص على انفراد، لذلك كانا دائماً يجلسان في إحدى السيارات الواسعة إذا ما أرادا خوض حديث بعيد عن آذان الآخرين.

بدأت سوزانا الحديث قائلة: “من الصعب على المرء أن يفكّر وهو جالس في حضرة تايسون وأبي. أنا أريد أن أفهم الخيارات المتاحة لي بالضبط”.

فأجابها توبي على الفور: “أعتقد أنّ لدينا خيارات ثلاثة فقط. أولاً، وبما أنّ الصور التي نشرها عن المناسبة كانت صوره التي التقطها بنفسه، وكان يعبّر عن رأيه الشخصي على صفحته الخاصّة على فيسبوك، وهذا حقّه، فبوسعنا تجاهل الأمر.

فردّت سوزانا قائلة: “لكن بالنسبة لي يبدو ذلك نوعاً من التساهل الزائد عن اللزوم. لا أريده هو أو أيّ شخص آخر أن يعتقد بأنّ هذا النوع من السلوك مقبول”.

“الخيار الثاني هو أن نجعله عبرة للآخرين. فبما أنّه قد أضرّ بسمعة الشركة على منبر علني، بوسعنا اتّخاذ بعض التدابير التأديبية”. وقد طرح توبي عدداً من البدائل: توجيه إنذار خطّي إلى كينتون يوضع في ملفّه في الشركة، أو الطلب إليه بأن يسحب تعليقاته، أو إيقافه عن العمل لمدّة من الزمن، سواء براتب أو دون راتب. “وهل تعتقد بأنّنا أننا نستطيع أن نقوم بأيّ من هذه الخطوات بصورة قانونية؟”

“نعم أعتقد ذلك. بل وأعتقد بأنّنا نستطيع طرده حتّى. وهذا هو الخيار الثالث. فهو خرق دليل العمل الخاص بالموظفين عندما أظهر عدم احترامه لصورة الشركة، وكانت المرّة الثانية التي يكرّر فيها الإساءة. وهذا الأمر سوف يشكّل سابقة واضحة بالنسبة لسلوك الموظفين على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو أمر بات أكثر أهمية مؤخراً نظراً إلى تزايد أعداد الموظفين الشباب في الشركة”.

فسألته سوزانا عمّا إذا كان بوسع كينتون مقاضاة الشركة، فردّ توبي قائلاً: “قد يفعلها. لكن لا أعتقد أنّه سيربح القضية. فهذا الأمر لا يخضع لقواعد حرّية التعبير عن الرأي”. لكنّها لم تكن واثقة من الأمر. فهل يا ترى كانوا يمارسون على كينتون بذلك نوعاً من الرقابة؟ ماذا لو كان قد نشر شيئاً حول ظروف العمل السيئة؟ ألن يكون ذلك محمياً؟

اقرأ أيضاً: طرق دعم الموظفين المتبقين بعد تسريح بعض العمالة

بالطبع، لطالما أصرّ والدها وجدّها من قبله على معاملة الموظفين معاملة حسنة. فوكالات السيارات الأخرى قد تتصرّف على أساس أنّ مندوبي المبيعات موجودون بكثرة، لكن داون سيتي كان لها رأي آخر، وقد تجلّى ذلك في ضعف نسبة تقلّب الموظفين في الشركة.

“ما يقلقني أكثر هو ما يمكن أن يقوله. فكينتون هو شخص طيّب القلب؛ وإذا أصرّينا على أنّ هذا الأمر لا يجب أن يتكرّر ثانية، أعتقد أنّه سيبذل قصارى جهده لكي يلتزم بذلك. ولكن إذا طردناه، فإنّه وقتها سيكون حرّاً بأن يقول ما يشاء عنّا”.

فقال توبي: “أنا أوافقك الرأي يا سوزانا. لكنّني أمْيَل إلى رأي ديل. فقد منحنا كينتون فرصة ثانية ليُظهرَ قدرته على الحكم على الأمور، لكنّه فشل في الامتحان مرّة ثانية. إضافة إلى ذلك، لا أعتقد أنّنا نستطيع أن نقرر عدم طرده بسبب ما يمكن أن ينشره على فيسبوك. لأننا ساعتها سنبدو وكأننا مكتوفي الأيدي لمجرّد أنّه شخص حادّ الطباع.

تأمّلت سوزانا الوضع وقالت لنفسها، لقد نجح كينتون في جعلنا نعلق بين المطرقة والسندان.

جهّزوا أنفسكم للتعامل مع جيل جديد

في اليوم التالي، ذهبت سوزانا لتناول طعام الغداء مع ريتشيل إيفانز، وهي إحدى النجمات الصاعدات في فريق المبيعات، وقد اعتادت الخروج معها بشكل دوري. وبما أنّ سوزانا كانت تعلم حجم التحدّيات التي قد تواجهها في بعض الأحيان عند العمل مع كلّ الرجال تقريباً، فقد وضعت ريتشيل تحت جناحها إذا جاز التعبير.

بعد أن طلبت ريتشيل وسوزانا الطعام، نظرت ريتشيل إلى صديقتها وقالت: “بوسعي أن أتفهّم بأنّك ربما لا تستطيعين الحديث عن قضية كينتون. ولكن هل تذكرين عندما طلبتِ مني أن أساعدك في فهم جيلنا؟ وأتساءل ما إذا كان بإمكاني تسليط الضوء على بعض النقاط”.

فردّت عليها سوزانا: “نعم أنت على حق، فأنا لا أستطيع مناقشة قضية كينتون. لكنني مستعدّة لأن أصغي إليك”.

فقالت ريتشيل: “أستطيع أن أتفهّم لماذا لا يَعْتِبرُ كينتون الأمر بهذه الأهمية”. هذه الكلمات أدهشت سوزانا التي رفعت حاجبيتها مستغربة من تعليق ريتشيل الذي أوحى لها بأنّ كينتون لم يكن نادماً على فعلته.

“أرجو ألا تفهميني خطأ. أعتقد بأنّه مُحْرَجٌ نوعاً ما. لكنّنا تربّينا على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد اعتدنا على طرح آرائنا علناً أمام أصدقائنا، وعائلاتنا، بل وحتّى أمام مدرائنا في العمل عبر هذه الشبكات، لذلك فإنّنا جميعاً نشعر بالأسف أحياناً لأنّنا نشرنا شيئاً لم يكن يجب أن ننشره. وإذا ما أردنا أن نكون منصفين، فيجب أن نعترف بأنّه لم يقل أيّ شيء غير صحيح. ولكن كل ما فعله هو أنّه أضاف بعض السخرية اللاذعة على الأمر. فنحن جميعاً كنّا نعتقد بأنّ المرطّبات والأطعمة التي قدّمت خلال الحفل لم تكن تليق بسمعة الشركة”.

وأكملت ريتشيل كلامها قائلة: “ولكن من جهة أخرى، ما قاله كينتون لم يكن ضرورياً، لا بل كان ضرباً من الغباء. لقد سبق له أن توّرط مرّة لكنّه عاد وأخطأ مجدّداً. كان يجب أن يستعمل إعدادات الخصوصية بطريقة أفضل، وكان عليه أن يفكّر مرّتين قبل أن يطلب صداقة أشخاص لهم علاقة بالعمل. وكان يجب عليه أن يأتي إلى تايسون أو إليكِ أنت مباشرة لو كان يريد للأمور أن تسير بطريقة مختلفة في الوكالة، وليس أن يتذمّر لنا جميعاً أو أن ينشر شكواه على الإنترنت”.

هذه الكلمات أصابت سوزانا بالجفول لأنّ كينتون كان قد لجأ فعلياً إليها وإلى تايسون؛ لكنّهما تجاهلا رأيه.

واستمرّت ريتشيل في كلامها: “إذا نظرتِ إلى منشوراته على فيسبوك، ستجدين بأنّه يقول الكثير من الأشياء الإيجابية عن داون سيتي على صفحته أيضاً. فهو يحبّ عمله ويحبّ سياراتنا، وهذا ما يجعله ناجحاً في بيعها. ولكن ما يقلقني هو أنّه غير قادر على ضبط نفسه، والأمر مسألة وقت قبل أن يعاود ارتكاب هذا الخطأ مجدّداً”.

فابتسمت سوزانا وقالت: “شكراً لك يا ريتشيل. لقد كان رأيك مفيداً جدّاً. دعينا الآن نتحدّث عنك أنت. كيف كان المؤتمر الذي أقيم الأسبوع الماضي؟” ولكن حتّى عندما كانت ريتشيل تجيب عن السؤال، كان ذهن سوزانا شارداً وهي تفكّر بكينتون. فهل يجب عليها أن تترك الأمر يمر؟ أم هل يجب وبكلّ بساطة توبيخ كينتون مجدّداً؟ أم هل يجب أن تكون العواقب أكثر من ذلك بكثير؟

ما هو رأي الخبراء حول موضوع طرد موظف بسبب السوشيال ميديا تحديداً؟

ميغان إيريكسون موريتز (Megan Erickson Moritz) هي محامية في مكتب براون وينيك ميغان إيريكسون موريتز للمحاماة (BrownWinick Law Firm)، الذي تمارس فيه المحاماة في مجال قانون العمل.

لا يجب على سوزانا أن تطرد كينتون. ليس بعد على الأقل. فبناء على المعلومات التي بحوزتها، إنهاء عقده أو اتخاذالمقاضاة القانونية إجراء تأديبي بحقّه قد يعرّض داون سيتي لخطر المقاضاة القانونية. وإليكم الأسباب: يحمي الفصل السابع من القانون الوطني لعلاقات العمّال في الولايات المتّحدة الأمريكية حقّ الموظفين في ممارسة “أنشطة منسّقة” بهدف “مساعدة أو حماية بعضهم البعض”. وقد تكون مخاوف كينتون بخصوص الحفل التسويقي الذي جرى نابعة من التأثير السلبي المحتمل لهذا الحدث على مبيعات السيّارات وعلى عمولته من ذلك. كما أنّ ريتشيل تشير إلى أن مندوبي المبيعات الآخرين كان ينتابهم شعور مشابه، وبالتالي يمكن تفسير منشور كينتون على فيسبوك على أنّه بمثابة تعبير عن رأيهم بخصوص موضوع مرتبط بوظيفتهم. فإذا ما عوقب كينتون على هذا السلوك، فستكون لديه أسباب مشروعة لرفع قضيّة أمام هيئة النزاعات العمّالية ضدّ الشركة بتهمة المعاملة غير المنصفة للعمّال.

وبالحديث عن طرد موظف بسبب السوشيال ميديا تحديداً، قد يكون تايسون على حق عندما قال بأنّ الأمور التي اشتكى منها كينتون تزعجه لوحده، ويمكن لشركة داون سيتي بالتأكيد أن تناقش هذه النقطة مع هيئة النزاعات العمّالية، وخاصّة إذا لم يكن أيّ من العمّال الآخرين قد ضغط على زر “أعجبني” (لايك) أو وضع تعليقاً على المنشور، أو إذا كان بعض الزملاء قد عبّروا عن خوفهم من أن يكون سلوكه أكثر إضراراً بالعلاقات مع الزبائن أو البائعين من الحفل الذي انتقده جرّاء إدارته السيئة. لكنّ طلب تصريح من هذا النوع من الموظفين قد يُنظر إليه بوصفه أمراً جرى تحت الإكراه، ولا يحتاج كينتون إلا إلى شخص واحد يدعمه ليثبت بأنّه كان يعبّر عن رأي مشترك.

لذلك قبل أن تقرّر سوزانا ما الذي ستفعله، يتعيّن عليها أن تعرف ما إذا كان قد دار أيّ نقاش بين كينتون وزملائه، وما إذا كان أيّ شخص منهم قد شاركه الرأي، وما إذا كانت الأمور التي تقلقهم مرتبطة ارتباطاً معقولاً بالأجور، أو العمولات، أو شروط التوظيف الأخرى.

ولكن هناك أمر آخر يتعيّن عليها هي وتوبي أن تقوم به الآن، ألا وهو إدخال تعديلات فورية على سياسات الشركة حول موضوع طرد موظف بسبب السوشيال ميديا وممارساتها (بمساعدة المستشارين القانونيين ذوي الخبرة طبعاً)، لكي يضمنا بأن تصبح مواكبة لآخر المستجدّات والتطوّرات الحديثة، ومن ثمّ تدريب الموظفين عليها، مع توضيح توقعات كلّ الأطراف. فهيئة القضايا العمّالية ستتوصّل على الأرجح إلى أنّ السياسة الحالية المطبّقة في الشركة فضفاضة، وقد يُعتبرُ ذلك أيضاً بمثابة مخالفة. ويمكن لداون سيتي أن تطبّق سياسة الباب المفتوح بأسلوب واضح يضمن للموظفين بأن يشعروا بالارتياح تجاه فكرة التعبير عن تعليقات الزوارمخاوفهم أمام مدرائهم، على أن يعرف المدراء بأنّ واجبهم يقتضي منهم الإصغاء إلى الموظفين والتجاوب معهم. فقد يساعد ذلك في التقليل من احتمال لجوء الموظفين إلى التعبير عن شكاواهم المتعلّقة بمكان العمل على الانترنت.

في الحالة الحقيقية التي تستند إليها هذه القصّة حول طرد موظف بسبب السوشيال ميديا بشكل خاص، طردت وكالة السيارات مندوب المبيعات جزاءً له على المنشورين اللذين وضعهما على الفيسبوك، وقد رفع قضيّة ضدّ الشركة أمام هيئة القضايا العمّالية جرّاء إنهائها لعقده. وقد خلص القاضي إلى أن النقد الذي وُجِّه إلى المرطبات والأطعمة المقدّمة في حفل إطلاق السيّارة يرقى ربّما إلى مستوى النشاط الخاضع للحماية، في حين أن المنشور الثاني، الذي تذمّر فيه الموظف من حادثة لاند روفر التي وقعت في وكالة سيّارات أخرى، لم تكن خاضعة للحماية، لأنّ الموظف لم يناقش الأمر مع زملائه، علماً بأنّ الحادثة لا علاقة لها بظروف توظيفه. وبما أنّ وكالة السيارات كانت قد استندت في إنهاء خدماته إلى المنشور الثاني، فقد ربحت القضية، لكنّ الشركة أضاعت وقتاً طويلاً، وأنفقت أموالاً طائلة في محاربة القضية، وأنا واثقة بأنّ ديل وسوزانا يرغبان في تجنّب هذا السيناريو.

إنّ المصادر المتكرّرة، والمتعدّدة، بل والمتناقضة أحياناً، للمعلومات المتعلّقة بأنشطة الآراء الثاقبة هيئة القضايا العمّالية في الآونة الأخيرة تجعل امتثال الشركات لهذا الجانب من القانون حول موضوع طرد موظف بسبب السوشيال ميديا بمثابة كابوس لها. لكنّ هناك شيئاً واضحاً ألا وهو أن هيئة القضايا العمّالية قد أخذت توسّع نطاق عملها وبقوّة بخصوص القضايا المتعلّقة بشبكات التواصل الاجتماعي في مكان العمل. وسيكون من الأفضل بالنسبة لسوزانا أن تعطي كينتون إنذاراً آخر وأن توضح له سياسات الشركة بحيث تكون داون سيتي مستعدّة لاتخاذ الإجراءات في حال تكرّر هذا الأمر ثانية.

أليكساندرا صامويل (Alexandra Samuel) هي الشريكة المؤسسة لوكالة سوشيال سيغنال (Social Signal)، إحدى أولى وكالات شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، كما أنّها مؤلفة كتاب “كيف تعمل بطريقة أذكى باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي” (Work Smarter with Social Media).

يجب على سوزانا أن تطرد كينتون. فأنا أعلم من خبرتي التي اكتسبتها عبر إدارتي لشركتي الشخصية بأنّ أصعب قرار يمكن للمرء أن يتّخذه هو أن يطرد شخصاً معيّناً، وخاصّة في شركة عائلية ذات أواصر متينة. ولكن بعد أن تكونَ قد أنذرتَ موظفاً ما بخصوص قضيّة معيّنة، وبعد أن تكونَ قد حدّدتَ له وبوضوح توقعاتك منه، ليس بوسعك أن تواصل منحه فرصاً إضافية.

فإذا ما احتفظت داون سيتي بكينتون ولم تطرده، فإنّها بذلك تترك نفسها معرضّة لمخاطر متواصلة. فهو لم يرَ سبباً يفسّر له لماذا اعتُبِرَت سخريته من الحفل الذي أقامته الشركة أمراً غير مناسب، فما الذي يمكن أن ينشره مستقبلاً؟ كما أنّ تجاهل هذا الخطر يبعث بإشارة تقول بأنّ بإمكان الموظفين أن يقولوا ما يشاؤون على الإنترنت، وأن يفرّوا بجلدهم دون عقاب. لا بل أسوأ من ذلك، هذا السلوك يبعث برسالة إلى الموظفين والشركاء مفادها أنّ الشركة غير معنيّة بما إذا كانوا يسيئون احترام بعضهم البعض أو يسيئون إلى الشركة علناً.

ولكن دعوني أكون واضحة هنا. فداون سيتي ليست مطلقة اليد في طرد أي موظف ينشر شيئاً مسيئاً إلى العلامة التجارية على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي. فهناك فرق كبير بين نشر كلام شخصي يخرج عن الخط الذي تؤمن به الشركة، والتعليقات التي تنتقص صراحة من قيمة هذه الشركة. فلو كان كينتون قد انتقد حفلاً أقامته شركة منافسة، أو سخر من الطريقة التي يصفّ بها مالكو بي إم دبليو سيّاراتهم، لكان ذلك ربّما أمراً لا يبعث على الارتياح، ولكن لو حصل ذلك فإنّ أياً من هذين الرأيين لم يكن ليُعتبرَ جناية يجب طرده من الشركة بسببها.الفرص الإضافية للموظفين

كذلك الأمر، يجب على أيّ مؤسسة أن تتحمّل التعليقات المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف التحذير المسبق من المخاطر المحتملة أو الأخطاء المرتكبة. فعلى سبيل المثال، لو كتبت مندوبة مبيعات في داون سيتي آراءها الخاصّة بالتمييز الجنسي في العمل، فإنّ طردها سيكون خطأ كبيراً. وستكون الشركة ساعتها معرّضة إلى رفع دعوى ضدّها (ناهيك عن الكارثة التي ستطال سمعتها العامّة بين الناس)، وستفوّت فرصة قيّمة لمعالجة المشكلة بطريقة شفّافة. لكنّ كينتون لم يكن يشتكي من سوء المعاملة في الشركة. وإنّما كان يتذمّر من الخيارات الاستراتيجية للشركة. كما أنّ محاولة سوزانا فهم الفرق بين الأجيال المتعاقبة في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي هي خطوة ذكية من جانبها. فبالنسبة للوقت الذي يقضيه الناس على شبكات التواصل الاجتماعي ونوع المعلومات الشخصية التي ينشرونها عليها، قد يكون هناك اختلاف هائل بين الموظفين الشباب، وزملائهم الأكبر عمراً. لكن العمر ليس عذراً لسوء تقدير الأمور، ولاسيما بعد أن كان قد نال إنذاراً سابقاً، حيث كان على كينتون أن يُحسن التصرّف هذه المرّة.

حالما ينتهي توبي وسوزانا من التعامل معه، يتعيّن عليهما التركيز على صياغة سياسة جديدة في الشركة خاصّة بشبكات التواصل الاجتماعي ونشرها بين صفوف الموظفين من أجل معرفة كيفية التعامل مع موضوع طرد موظف بسبب السوشيال ميديا. ويجب على هذه السياسة أن تحدّد بالتفصيل ما هو غير المقبول، بما في ذلك المنشورات التي تتطرّق إلى الشركة، أو شركائها، أو زبائنها بطريقة سلبية. لكنّها يجب أن تحضّر الموظفين أيضاً للنجاح على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال وصف الأنشطة التي تشجّع داون سيتي عليها، والتطرّق إلى المصادر التي يمكن أن تساعد في تعزيز حضورهم على شبكة الإنترنت.

وكلّ ذلك يجب أن يُصاغ بلغة مفهومة وسهلة، وليس بلغة قانونية لا يفقهها إلا المختصّون. لقد قمت شخصياً بكتابة الكثير من السياسات الخاصّة بشبكات التواصل الاجتماعي لصالح العديد من المواقع والمؤسسات؛ وعندما تكون النبرة المستعملة في هذا النوع من السياسات مفيدة وسلسة (عوضاً عن أن تكون قائمة تتضمّن المسموحات والممنوعات)، فإنّها تلهم الموظفين على انتهاج السلوك الجيّد والابتعاد عن السلوك السيء.

وفي نهاية الحديث عن قصة طرد موظف بسبب السوشيال ميديا تحديداً، رغم أنّ شركة داون سيتي لم تكن تمتلك سياسة رسمية تتعلّق بشبكات التواصل الاجتماعي عندما كتب كينتون انتقاداته على موقع فيسبوك، إلا أنّه كان يعلم ما الذي ينتظره رؤساؤه منه، لأنّهم كانوا قد أخبروه بذلك من قبل. صحيح أنّ السياق الإعلامي يمرّ بالتغيّرات والتحوّلات، لكنّ أصحاب العمل يظل لديهم الحق بالإصرار على أنّ يتحدّث الموظفون عنهم وعن المنتجات أو الخدمات التي يبيعونها باحترام على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: عمليات‭ ‬التسريح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدمر‭ ‬شركتك‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!