شاركوا المعلومات حول تفشي الأمراض من أجل زيادة معدلات التطعيم

3 دقائق
زيادة معدلات التطعيم
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إليك هذا المقال الذي يتحدث عن زيادة معدلات التطعيم تحديداً. دحض المجتمع الطبي مراراً الأسطورة القائلة بإن اللقاحات تُسبب مرض التوحد، وأدان المروجين لهذه الأسطورة. ومع ذلك، تستمر اللقاحات في جذب الانتباه، ولا تزال محور الأحاديث الطبية. من المهم أن نفهم سبب استمرار المواقف المضللة بشأن سلامة اللقاحات وتحدّيها بفعالية أكبر، على الرغم من محاولات المجتمع الطبي تهدئة مخاوف الآباء المشككين.

أُثيرت شرارة النظرية التي تربط بين اللقاحات والتوحد من خلال دراسة فقدت مصداقيتها منذ زمن، لكنها استمرت بسبب خوف الناس من المجهول. لا يفهم العلماء سبب مرض التوحد. فكّر في سبب عدم اعتقاد أي شخص أن اللقاحات تسبب نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو سمنة؛ إن الآليات البيولوجية وراء هذه الأمراض مفهومة جيداً نسبياً. لكن الغموض في مرض التوحد هو ما يولّد المؤامرة.

لفهم الأسباب الحقيقية للتوحد، يجب على الولايات المتحدة مواصلة الاستثمار بكثافة في البحث والعلاج. ولكن لتقليل الخوف من المجهول، قد يضطر المجتمع العلمي إلى تجربة شيء مختلف، وهو زيادة الخوف مما نعرفه بالفعل. نحتاج إلى إبراز التأثيرات المدمرة المترتبة على ترك الأطفال دون تلقيح، والتي تشمل مرضاً خطيراً أو الوفاة بسبب أمراض مثل الحصبة والسعال الديكي والتهاب الكبد والكزاز.

تعتبر الكثير من هذه الأمراض التي تحميها اللقاحات نادرة اليوم بما يكفي للهروب من الوعي العام. لم يعد شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي متفشياً كما كان قبل عقود. على سبيل المثال، انخفضت معدلات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99% من حوالي 350 ألف حالة في جميع أنحاء العالم إلى أقل من 100 حالة منذ عام 1988. ويرجع هذا إلى التطعيم إلى حد كبير. كان معظم الأفراد في الماضي يعرفون شخصاً ما مصاباً بالمرض، أو يعرفون شخصاً ما يعرف شخصاً آخر مريض. قبل توفر اللقاح في الستينيات، كان هناك ما يقدّر بنحو 4 ملايين حالة إصابة بالحصبة في الولايات المتحدة كل عام؛ وفي عام 2016 كان هناك 70 حالة فقط. ومن المهم الإشارة إلى أنه في عام 2014، كان هناك 23 حالة تفشي للحصبة أسفرت عن 667 إصابة بين الأفراد غير المحصنين بشكل أساسي.

تُشير الأبحاث إلى أن نشر أخبار تفشي المرض في الخطاب العام قد يزيد من معدلات التطعيم. درست إميلي أوستر، أستاذة الاقتصاد في جامعة “براون”، حالة تغيّر معدلات التطعيم في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد تفشي مرض السعال الديكي. ووجدت أن الأطفال كانوا أكثر عرضة للتطعيم بعد تفشي المرض. في إحدى المقاطعات على وجه الخصوص، أدى تفشي المرض إلى خفض معدل الأطفال غير المطعمين بنسبة 28% (1.2 نقطة مئوية). وزادت عمليات البحث عبر الإنترنت عن مرض “السعال الديكي” و”تطعيم السعال الديكي”، وكانت هذه الآثار أكبر بالنسبة للمناطق ذات معدلات التطعيم الأساسية الأدنى. تشير هذه النتائج مجتمعة إلى قدرة المعلومات البارزة حول تفشي المرض حديثاً على تغيير قرارات الأفراد بشأن اللقاحات.

من المهم أيضاً معرفة كيفية استجابة إدارات الصحة الحكومية والمحلية لحالات تفشي المرض. وجدت أوستر عند تحليل البيانات من 12 ولاية، أن بعض الولايات تنسق الاستجابات من الأعلى إلى الأسفل، بينما تترك الولايات الأخرى مهمة الاستجابة لتفشي الأمراض للمقاطعات الفردية. نظراً لتعرض كل ولاية لبعض حالات تفشي الأمراض كل عام، ولكن ليس في كل مقاطعة، فإن الولايات التي تركز تقاريرها على جعل السكان يسمعون عن تفشي الأمراض بشكل متكرر، هم أكثر احتمالاً للبحث عن معلومات حول اللقاحات عبر الإنترنت، وأكثرهم احتمالاً لتطعيم أطفالهم بعد تفشي الأمراض.

يُظهر بحث أوستر أيضاً أن المناطق التي تُبلغ وسائل الإعلام بشكل منهجي عن حالات التفشي تنجح في تحقيق نتائج تطعيم أكبر، مثل المقاطعات التي تعلن عن وجود حالة تفشي مع عدد قليل من الإصابات، وسبب ذلك هو سماع السكان عن المرض بشكل متكرر. إذاً يمكن لكل حالة لفت الانتباه إلى الآثار السيئة للتقاعس عن تحصين الأطفال وتشجيع الآباء على تجنبها.

إن هذه النتائج مهمة لسببين على الأقل. السبب الأول هو أنه يمكن للتغييرات الطفيفة في معدلات التطعيم، والتي تبلغ بضع نقاط مئوية فقط، أن تقلّل من فرص تفشي المرض إلى حد كبير. على سبيل المثال، يبلغ معدل تطعيم السعال الديكي في لويزيانا 98.5%. وهو أعلى قليلاً فقط من معدل 95% في مونتانا. ولكن هناك 4 أضعاف حالات الإصابة بالسعال الديكي للفرد في ولاية مونتانا عنها في لويزيانا.

والسبب الثاني هو أن “الترويج” الفوري والواسع النطاق لحالة تفشي مرض معين يبدو فعالاً مقابل فشل العديد من الاستراتيجيات الأخرى، حيث تُشير الأبحاث السابقة إلى أن الحملات التعليمية التي تكشف الأساطير حول اللقاحات لا تزيد من معدلات التلقيح عموماً. كما أن مشاركة الصور أو القصص الدرامية للأطفال المصابين بأمراض يمكن الوقاية منها، دون ربطها بحالات التفشي الفعلي، قد تعزز من اعتقاد الوالدين المتشككين في الآثار الجانبية السلبية

يستخدم المجتمع العلمي عموماً المنطق لتوضيح نقاطه. لكن يمكن لنداء العاطفة أن يكون أكثر فعالية لتغيير السلوك. يبدو أن زيادة معدلات التطعيم الأفضل قد لا تكون حملة تركز فقط على التعليم والأدلة، بل تركز على تواتر وشدة الأمراض التي تهدف اللقاحات إلى القضاء عليها.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .