6 مهارات أساسية يجب على كل قائد تملكها وممارستها

4 دقائق
مهارات القائد الناجح
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هناك قصة قديمة تحكي عن سائح يسأل أحد سكان نيويورك حول كيفية الوصول إلى قاعة حفلات كارنيغي هول الموسيقية الشهيرة، وكانت الإجابة التي تلقاها ذلك السائح هي: “التدريب ثم التدريب ثم التدريب”. من الواضح أن هذه نصيحة جيدة إذا كنت تريد أن تصبح فناناً عالمياً، ولكنها جيدة أيضاً إذا كنت تريد أن تصبح قائداً مميزاً. فما هي مهارات القائد الناجح؟

على مدى العام الماضي، كنا نعمل على كتابة “كتيّب هارفارد بزنس ريفيو للقادة”، وهو كتيّب تمهيدي للقادة الطموحين الذين يريدون الانتقال بمسيرتهم المهنية إلى المستوى التالي. وكجزء من بحثنا من أجل ذلك الكتيّب، أجرينا مقابلات مع أكثر من 40 قائداً ناجحاً من شركات كبرى وشركات ناشئة ومؤسسات غير ربحية للحصول على آرائهم حول ما يتطلبه الأمر ليصبح الشخص قائداً. ودرسنا أيضاً بحوثاً امتدت لعدة عقود حول هذا الموضوع والتي نُشرت في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو”، واستفدنا من تجربتنا الخاصة في مجال تطوير المهارات القيادية.

أظهر لنا بحثنا وخبرتنا أن أفضل طريقة لتطوير الكفاءة القيادية ليست فقط من خلال قراءة الكتب وحضور الدورات التدريبية، بل الأهم من ذلك هو التطوير من خلال خوض التجارب الحقيقية والتدريب المستمر.

لنأخذ مثالاً على ذلك حالة دومينيك بارتون، الذي شغل منصب المدير العام الإداري لشركة “ماكنزي آند كومباني” منذ عام 2009 حتى 2018. خلال مقابلة أجريناها معه تعكس تطوره الشخصي بصفته قائداً، فإنه لم يذكر برامج التعليم أو الكتب التي قرأها، بل وصف العديد من خبرات “التعلم من خلال الممارسة” التي بلورت مسيرته المهنية الناجحة.

اقرأ أيضاً: تعرف على سمات القائد العالمي الفعال

ونظراً لأنه شغل منصب القائد في مكتب شركة “ماكنزي” في كوريا، على سبيل المثال، فقد أدرك أن لديه “مساحة صغيرة لتجربة أمور جديدة”، وعلى عكس جميع نصائح زملائه المحليين بأن يتوخى الحذر ويتّبع الأعراف الثقافية السائدة، بدأ دومينيك في كتابة مقالة صحفية استفزازية تتحدى الأساليب التقليدية للعمل في الشركات المحلية التي استمرت أسواقها في التوجه نحو العولمة. ويقول: “لقد خاطرت، وساعدني ذلك على اتخاذ موقع لنا على خريطة السوق كما لم يحدث من قبل”. وقد تعلم أيضاً خلال فترة عمله في كوريا أنه كان أفضل في بعض الأمور من غيرها، ويقول: “لقد اعتاد المسؤول عن تقييم أدائي على انتقادي باستمرار خلال تلك الأيام لأنني كنت أفضل من ناحية البدء في مبادرات جديدة مقارنة بالقدرة على استكمالها. وعندما أصبحت بعد ذلك رئيساً لمكتب شركة “ماكنزي” في آسيا، ساعدني هذا المسؤول على إدراك حاجتي إلى تعيين رئيس تنفيذي صارم للعمليات للعمل معي، الأمر الذي رفع من مستوى فاعليتي في القيادة بصورة ملحوظة خلال شغلي لذلك الدور الأكبر”.

المهارات الست للقائد الناجح

أشار بحثنا أيضاً إلى ست مهارات قيادية كان التدريب عليها مهماً على نحو خاص. والجدير بالذكر أن تلك المهارات الأساسية ليست غامضة ولا هي جديدة بالتأكيد، إلا أن القادة الذين تحدثنا معهم أكدوا أنها مهمة حقاً. وينبغي على القادة الطموحين التركيز على ممارسة هذه المبادئ الأساسية كما يلي:

  • تكوين رؤية مثيرة ومليئة بالتحديات لفريقك (أو القسم أو الوحدة أو المؤسسة التي تكون مسؤولاً عنها).

  • ترجمة تلك الرؤية إلى استراتيجية واضحة حول الإجراءات التي يجب اتخاذها وتلك التي يجب التخلي عنها.

  • توظيف فريق من الأشخاص العظماء وتطويرهم ومكافأتهم لتنفيذ هذه الاستراتيجية.

  • التركيز على النتائج القابلة للقياس.

  • تعزيز الابتكار والتعلم للحفاظ على فريقك (أو مؤسستك) وتجهيز قادة جدد.

  • قيادة نفسك بمعرفتها وتطويرها، وإدارة التوازن المناسب في حياتك الخاصة.

بغض النظر عن موقعك في مهنتك، يمكنك إيجاد فرص للتدريب على هذه المهارات الست، وسوف تحصد درجات متفاوتة من النجاح والذي يُعتبر أمراً طبيعياً. ولكن من خلال التأمل في نجاحاتك وإخفاقاتك في كل خطوة والحصول على آراء زملائك والموجهين لك، ستستمر في إجراء تعديلات إيجابية على نفسك وإيجاد المزيد من الفرص للتعلم. ويُظهر بحث أجرته فرانشيسكا جينو وبرادلي ستاتس وهو منشور في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” مدى أهمية هذا التأمل في تطورك: فقد وجدا أن الموظفين كانوا قادرين على تطوير أدائهم بنسبة 20% بعد قضاء 15 دقيقة في نهاية كل يوم في كتابة ملاحظات حول ما أحسنوا فعله وما أخطأوا فيه، بالإضافة إلى الدروس المستفادة. غالباً ما يكون لدى القادة انحياز لاتخاذ الإجراءات وهو ما يمنعهم من مراجعة الأمور بهذه الطريقة، ولكن ذلك التأمل في ممارساتك هو الذي سيساعدك على التطور.

لا تنتظر حتى تأتيك الفرص التعليمية على طبق من ذهب، بل ابحث عنها وتطوع لاقتناصها. وإذا كنت لا ترى فرصاً داخل المؤسسة التي تعمل فيها، فابحث عنها خارج نطاق عملك المهني، أي ضمن إحدى الهيئات المحلية أو ضمن مؤسسة غير ربحية، والتي غالباً ما تكون بحاجة ماسة إلى القادة للانضمام إليها وتطويرها. على سبيل المثال، وصف ستيوارت فريدمان، الأستاذ في كلية “وارتون” (Wharton School)، كيف أن أحد المدراء الشباب الذي كان يطمح بأن يصبح رئيساً تنفيذياً قد انضم إلى مجلس إدارة هيئة محلية ضمن نطاق المدينة التي يقطنها؛ وهو الأمر الذي أتاح له إمكانية صقل مهاراته القيادية. وبعد ثلاث سنوات، كان يسير نحو الأمام في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً تنفيذياً.

اقرأ أيضاً: ما الذي يصنع القائد؟

في النهاية، ومع تقدمك، ستصل إلى مستوى من المهارة في هذه المجالات بحيث تبدأ في رؤية النتائج، حيث ستنجح في تحقيق الإنجازات من خلال الأشخاص الذين يعملون معك في فريقك أو في القسم الذي تديره. وعندما تنجح، ستبدأ هذه النتائج في مساندة بعضها البعض، وستنظم عملية إطلاق منتجات جديدة وتراقبها حتى تتحول إلى نجاحات مفاجئة، أو تتولى مسؤولية مبادرة تُحدث تحولاً وتعيد تعريف سوق رئيسي. وسوف يرغب المزيد من الأشخاص بالانضمام إليك والعمل معك، وسوف يطلبك الزبائن أو العملاء بالاسم، وستتلقى دعوات لتمثيل الشركة في مؤتمرات الصناعة الرئيسية.

اقرأ أيضاً: خطوات قراءة كتاب

سواء كنت تسخّر هذا الاندفاع من أجل قيادة مبادرة جديدة أو البدء بشركتك الخاصة، أو في سبيل إتقان مهارات القائد الناجح، فإنك ستكون قد بدأت بالفعل في إحداث تأثير كبير، وتكون قد أصبحت قائداً قادراً على استقطاب مجموعة منظمة من الأشخاص يركزون على هدف مشترك هادف وتقديم النتائج لتحقيقه.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .